للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [النساء: ١٠٥] وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)} [النحل: ٨٩] وقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ} [الشورى: ١٧] , وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (٢٣)} [الإنسان: ٢٣].

٣ - إعجاز القرآن الكريم، وهو الدليل الجازم على كون القرآن الكريم من كلام الله تعالى، أنزله على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ليكون للعالمين بشيرًا ونذيرًا، وقد أعجز البشر على أن يأتوا بمثله.

والقرآن الكريم معجزة الله الخالدة على صدق نبوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وإن الأحكام الواردة فيه أحكام الله تعالى أنزلها هداية للناس وإرشادًا (١).

وهذا يقتضي منا أن نبين معنى الإعجاز وشروطه ووجوهه.

أولًا: معنى الإعجاز:

الإعجاز لغة: نسبة العجز إلى الغير، من عَجَزَ عنه أي: ضعف، والمعجزة هي إعجاز الخصم عن التحدي، والهاء للمبالغة، يقال: أعجز الرجل أخاه إذا أثبت عجزه عن شيء (٢).

والإعجاز في القرآن هو قصد إظهار صدق النبي في دعوى الرسالة، بفعل خارق للعادة، وإعجاز القرآن ارتقاؤه في البلاغة إلى حد خارج عن طرق البشر، ولهذا عجزوا عن معارضته عند تحديهم، والإعجاز في الكلام هو أن يؤدى المعنى بطريق هو أبلغ من جميع ما عداه من الطرق (٣).

وقد أعطى الله تعالى كل نبي معجزة أو أكثر، للدلالة على صدق


(١) تيسير التحرير: ٣ ص ٤، مصادر التشريع الإِسلامي: ص ٧٠، الجواب الصحيح: ٤ ص ٧١.
(٢) القاموس المحيط: ٢ ص ١٨١، المصباح المنير: ٢ ص ٥٣٨.
(٣) نهاية السول: ١ ص ٢٠٤، حاشية العطار: ١ ص ٢٩٤، إرشاد الفحول: ص ٣٠، التعريفات، الجرجاني: ص ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>