للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدل على عصمة الأمة عن الخطأ والضلالة، وأن المعنى المشترك بين هذه الأحاديث بلغ حد التواتر، من ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لن تجمع أمتي على الضلالة"، "أمتي لا تجتمع على الخطأ"، "أمتي لا تجتمع على الضلالة"، "ولم يكن الله بالذي يجمع أمتي على الضلالة، وسألت الله أن لا يجمع أمتي على الضلالة فأعطانيه".

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن" (١)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا من سَرّه بَحْبَحَة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد"، وقوله: "يد الله مع الجماعة"، وقوله: "عليكم بالسواد الأعظم"، وقوله: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم خلاف من خالفهم، ومن خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه، ومن فارق الجماعة ومات فميتته جاهلية، عليكم بالسواد الأعظم" (٢).

فالأحاديث تدل على قصد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتعظيم هذه الأمة وعصمتها من الخطأ، وأن الله تعالى لا يجمع هذه الأمة على الخطأ والضلالة، وأن ما اتفقوا عليه فهو حجة شرعية يجب على المسلمين الأخذ به، والالتزام بأحكامه، وأن الإجماع مصدر من مصادر التشريع الإسلامي (٣).


(١) حديث موقوف على ابن مسعود، رواه أحمد (١/ ٣٧٩)، وانظر: مجمع الزوائد ١/ ١٧٨، كشف الخفا ٢/ ٢٦٣، الأشباه والنظائر للسيوطي: ص ٨٩.
(٢) انظر تحقيق هذه الأحاديث في هامش الرسالة، للشيخ أحمد شاكر: ص ٤٧٤، وكشف الخفا: ٢ ص ٤٨٨، المستدرك: ٤/ ٥٠٦ , ٥٠٧، جامع الترمذي: ٤/ ٤١٦، السنة، لابن أبي عاصم: ص ٣٩ - ٤٠.
(٣) المستصفى: ١ ص ١٧٥، منهاج الوصول: ص ٧٣، أصول الفقه، أبو النور: ٣ ص ١٩٠، أصول السرخسي: ١ ص ٢٢٩، شرح الكوكب المنير: ٢ ص ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>