للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه العوارض إما أن تكون سماوية، وهي التي تثبت من قبل الشارع، ولا كسب للإنسان فيها، ولا اختيار له في وقوعها، وأهمها الجنون والعته والنسيان والنوم والإغماء، وإما أن تكون عوارض كسبية تقع بفعل الإنسان وكسبه واختياره، وأهمها الجهل والسكر (١) والسفه والخطأ والإكراه (٢).

وهذه العوارض تؤثر على الأهلية، ولكن تأثيرها يختلف من حالة إلى أخرى، فبعضها يزيل الأهلية، وبعضها ينقصها، وبعضها يغير في الأحكام فقط، ولذا تنقسم العوارض إلى ثلاثة أقسام:

١ - العوارض التي تعرض لأهلية الأداء فتزيلها أصلًا، كالجنون والنوم والإغماء والإكراه، ويصبح الإنسان في هذه الحالات عديم الأهلية تمامًا، ولا يترتب على تصرفاته أثر شرعي، وتنعدم عنه التكاليف، قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" (٣)، والمراد رفع المؤاخذة، وهذا يستلزم رفع التكليف (٤).


(١) يميز في السكر بين حالتين، فإن كان سكره بعذر فإنه لا يكلف باتفاق، وإن كان سكره بدون عذر بأن يشرب الخمر والمسكر مختارًا طائعًا عالمًا بأنه مسكر وحرام، فالجمهور على أنه يبقى مكلفًا حالة سكره، ولا يرفع عنه القلم، وقال بعض العلماء بأنه كالمجنون في أقواله وأفعاله، وهناك أقوال أخرى معروفة في كتب الفقه، (انظر: شرح الكوكب المنير: ١ ص ٥٠٥ وما بعدها).
(٢) تسهيل الوصول: ص ٣٠٩، كشف الأسرار: ٤ ص ١٣٨٢، أصول الفقه، خلاف: ص ١٦٠، أصول الفقه، الخضري: ص ١٠٢، أصول الفقه، أبو زهرة: ص ٣٢٥، مباحث الحكم: ص ٢٦٨.
(٣) رواه ابن ماجه والطبراني عن ثوبان.
(٤) منهاج الوصول: ص ١٥، الإحكام، الآمدي: ١ ص ١٤٢، نهاية السول: ١ ص ١٧٣، حاشية البناني على جمع الجوامع: ١ ص ٧٢، فواتح الرحموت: =

<<  <  ج: ص:  >  >>