قال ابن نصر: كانت المسائل ترد إليه من كل جانب، فمرة يلقيها إليّ، ومرة الى موسى القطان. فنتولى الجواب عنه. وكان أناس يقولون: ابن لبدة عالم الأمير. قال الإيماني: كانت خديجة ابنة سحنون من أحسن النساء وأعقلهن. فذكر لي أبو داود القطان، أن أحمد بن لبدة أرسله لسحنون يخطبها عليه. فذكرت له. فقال: هممت بذلك. فأتاه محمد، يعني ابنه فشاوره، فقال: لا أصنع - ما يحبه - فسكت عنه، الى أن توفي سحنون. فأرسلني الى محمد. فذكرت ذلك له. فقال: كيف أصنع ما لم يصنع أبي؟ فسكت عنه، حتى توفي محمد. فأرسلني إليها. فقالت لي: ما لم يصنع أبي وأخي، أنا أصنعه؟ لا أفعل. فماتت وهي بكر. وتوفي ابن لبدة هذا سنة إحدى وستين ومائتين.
[محمد بن ابراهيم بن عبدوس بن بشير]
أصله من العجم. قال أبو سعيد المصري: وهو من موالي قريش. قال المؤلف رحمه الله تعالى: هو من كبار أصحاب سحنون، وأئمة وقته. وهو رابع المحمدين الأربعة، الذين اجتمعوا في عصره، من أئمة مذهب مالك، لم يجتمع في زمان مثلهم، اثنان مصريان: محمد بن عبد الحكم، وابن المواز، واثنان قرويان: ابن عبدوس، وابن سحنون.