ويقال بل كان يكاتبه بذلك رجل من أهل المشرق. ويقال بل كان يجري الله تعالى ذلك على لسانه. قال بعض أصحابنا: بينما نحن نسمع عليه، إذ أتته بنته، وضمها الى صدره، وبكى. وقال: كأني بالجلاوزة يمرونها في طلب التقسيط. وفي المجلس يومئذ سهلوف؟ ومحمد بن عباس الكاتب. قال بعضهم، ممن حضر: فأتى يوماً صارخ بعد هذا، من ديوان سهلوف، وعنده ابن عباس، وهما يخدمان عبيد الله، لعنه الله تعالى. إذا بامرأة طويلة على بابه، تعرى من كسائها، وإذا هي تلك. فرجعت الى سهلوف، وابن عباس. فأخبرتهما الخبر. فذكراه.
فقلت لهما: ها هي ببابك تعرى. فخرج سهلوف حافياً، وتبعها فدخل على عبيد الله. فكتب لها سجلاً، وأن تصرف الى موضعها. قال بعض أصحابه: خرج عيسى يوماً الى المنستير، فمر بجهة المهدية اليوم. فبكى. وقال: تُبنى هاهنا مدينة يكون على بانيها إثم الإنس والجن، ثم سل سيفه، ولوّح به. وقال: اللهم أشهد أني إن أدركته أجاهده. ويحكي عنه، أنه كان يجتمع مع الخضر عليه السلام. وحكى عنه عبد الله العارف: أنه كان، بل قال: اجتمعت مع الخضر عليه السلام مرتين. ودخل عليّ في بيتي. فقال لي أبشر بفرجك مما أنت فيه.
[ذكر رحلته وابتداء طلبه رحمه الله]
قال عيسى: كان أبي يختلف الى كل من قدر عليه، ممن يعرف بصلاح، يستجلب لي دعاءهم. وكان ابتداء طلبي سنة أربع وعشرين ومائتين.