فقيه البلد، حافظاً للمسائل، مشهوراً بذلك. وكان فقهاء سوسة، إذا ورد عليهم أحد من حفاظ القيروان قدموه لمذاكرته. لكنه قليل الضبط لكتبه، يؤثر عنه تصحيف قبيح. حدث عنه عمرون بن محمد، وأبو الحسن اللواتي، وابراهيم بن أحمد الساقي. قال أبو القاسم بن محمد الفقيه: كان عبد الله بن حمود فقيهاً حافظاً، وكان يفتي في كفارة اليمين، بمدّ ونصف قمحاً وثلاثة أمداد شعير، لكل مسكين، على رواية ابن وهب. فذكر ذلك لأبي محمد بن أبي زيد، رحمه الله تعالى، فاستنكره. قال عبد الله: وسألت عيسى بن مسكين، سماع كتب ابن الماجشون، فحلف أن لا يسمعنيها. فقلت: وأنا لا أزال من همي حتى أسمعها. فلما رأى عزمي، أخرج طعاماً، فكفّر عن يمينه، وأسمعنيها. وكان عيسى يرويها عن ابن الموّاز عن عبد الملك. وتولى أحباس سوسة، فصرفها في مواضعها، ولم يتلبس منها بشيء. وانكسر عليه من جملة الكراء، مالٌ، فأدى ذلك من ماله، ولم يضطرّ المساكين الى الغرم، رأفة منه بهم. وكان صاحب تاريخ، وعلم بالخبر.