وكان حافظاً للرأي، مقدماً فيه، جيد القريحة، وشاوره أحمد بن بقي القاضي. قال ابن حارث: لم يكن بقرطبة في وقته أكمل منه علماً، ولا أظهر فقهاً، وكان محبّباً في الناس، تحمد خصاله. عاقلاً حصيفاً فقيهاً. عاملاً حسن المعاشرة، أديباً. وأراد قاضي قرطبة تقديمه للشورى، فاعترضه ابن أيمن. وقال له: إن أردت ذلك فقدم أولادنا لذلك. فكف القاضي عنه، وتوفي حدثاً. منصرفه من الغزو. ودفن بقلعة رباح، منتصف صفر سنة خمس وعشرين بعد وفاة أبيه، بنحو عشرين سنة.
[أحمد بن عبادة بن نوح بن اليسع]
ابن شعيب، بن الجهم، بن عبادة، بن علكرة الرعيني أبو عمر. قرطبي. سمع الخشني، وابن وضاح، وأبا صالح، وبه تفقه. ورحل فسمع ابن المنذر. والعقيلي، وابن الأعرابي وغيرهم بالقيروان، والشام، والحجاز. وكان منقبضاً. سمع أحمد بن عون الله. ولي الصلاة وقلد الشورى. فلم يتقلدها فيما قاله ابن أبي دليم.