للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: بعزل ابن البنا.

فتقدم الخبر بالبشرى إلى أعدائه، فاستخف السرور قومًا منهم إلى أن قالوا: نسير إليه فى مجلس قضائه، ونشتمه، ونشفى صدورنا منه.

ففعلوا ذلك، ولا علم عند ابن البنا بما أتى به، ولا (٢٩٢) عند أميره، فصبوا عليه من قوارع السب ما أحبوا،

ولم يشك الرجل أنهم لم يجتروا بذلك عليه إلا وقد أيقنوا بعزله، ونظر إلى نفسه فى مجلس قضائه، ولم يصل العزل بعد، ولا كف يده كاف،

فاستدعى من حضره من الأعوان، فأمرهم بامساكهم، وأمر بهم إلى العمود (٢٩٣) رجلًا رجلًا، فنكل بجميعهم، وضربهم ضربًا وجيعًا، وقيدهم، وأودعهم السجن، فلم يصل العامل حتى بلغ عرضه فيهم.

فبلغ (٢٩٤) العامل، فأرسل فيه وأوثقه، وأرسله إلى رقادة.

فلما وصل إليها تولى (٢٩٥) مناظرته بين يدى ابن الأغلب، ابن عبدون، فأبان عن نفسه، وكشف عما رفع إليه، فرفع إبراهيم رأسه إلى فتاه بلاغ، فقال له بالصقلبية: أرى هذا الرجل يستحق أن تنزع قلنسوة القاضى وتجعل (٢٩٦) فى رأسه.

ثم بعد ذلك ضمه إبراهيم بن أحمد إلى كتابة (٢٩٧) عيسى بن مسكين، حين ولاه القضاء، على الوجه الذي ذكرناه في أخبار ابن مسكين.


(٢٩٢) في طبقات أبى العرب: من عند أميره.
(٢٩٣) في معظم النسخ: العمري.
(٢٩٤) طا: فوصل.
(٢٩٥) طا: نزل إلى مناظرته.
(٢٩٦) في نسخ أخرى: وتوضع على رأسه.
(٢٩٧) طا: كتاب.