رفاعة، وابن دحيم، وغيرهم. ورحل الى الشرق فحجّ حججاً، وسمع من أبي إسحاق بن فراس، وابن جامع السكري، والقشيري، وحمزة الحافظ الرازي، وعبد الكريم النسائي، وجماعة كثيرة. ووليَ أيام الناصر، قضاءَ ريّة. ثم قضاء جيّان أول أيام المؤيد، وأحكام الشرطة. فلما توفي ابن زرب، وليَ قضاء الجماعة - مكانه - والصلاة معاً، سنة إحدى وثمانين. فاستخلف على الصلاة ابن الشرفي، وبقي على القضاء، الى أن علت سنّه، وتلف ذهنه، فصرفه ابن أبي عامر عن القضاء، سنة اثنتين وتسعين، ونقله الى الوزارة تنويهاً بمكانه، وتسلية له. فكانت مدة قضائه عشرة أعوام ونحو أربعة أشهر. قال ابن الفرضي: وكان شيخاً مسمتاً جميلاً، وقوراً حليماً متواضعاً، كثير الصوم، لم يحفظ له فيما تولاه بنفسه قضية جور، ولا غرته الدنيا. وكان باطنه كظاهره، سلامة ونزاهة. قال ابن معمر: كان ورعاً عفيفاً.