فجر برجله وطرح في أضيق المحابس فما أقام إلا يسيراً حتى توفي رحمه الله تعالى. فحضر جنازته من الخلق ما لا يحصيهم إلا الله. وقال أبو داود في المحنة فلم يجب. وقال أبو جعفر الطبري: حمل أبو مسهر إلى المأمون بالرقة للمحنة في القرآن، فلم يجبه. فدعا له بالسيف والنطع ليقتله. فلما رأى ذلك قال: مخلوق. فتركه فلم يقتله، وأشخصه إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة. فحبس فلم يلبث إلى يسيراً حتى مات في غرة رجب من السنة المذكورة. وذكر البلخي أن المأمون لما ورد دمشق ذكر له أبو مسهر ووصف بالعلم والفقه، فأحضره وناظره في القرآن ثم سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم هل أختلف. فقال: لا أدري. فسبّه وأقامه وهذا إنما فعله المأمون به عداوة لمخالفته إياه في القرآن. ومن قال لا أدري فقد أنصف. وقيل لأبي مسهر في الرجل يصحف ويخطىء ويهم في الحديث. فقال: بيّن أمره. فقيل له: أذلك عيب؟ قال لا. توفي فيما قاله الطبري والبراني والبخاري: سنة ثمان عشرة ومائتين وقال ابن مفرج: سنة عشرة. مولده سنة أربعين ومائة ونحوه قال البخاري.