للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن أبي دليم: كان له بصر بالوثائق، ونفاذ في معانيها، وعلم بالفقه واللغة، وكان مشاورا في الأحكام، ذا زهد وورع وفضل وعفة وانقباض عن السلطان وأصحابه.

ومن قوله في وصف حاله:

يقصر بي عن خطة الفقهاء … تقلص سربا لي ورث ردائي

وأن ليس لي في البيت كيس دراهم … أتيه به يوما على نظرائي

وأن مطاياهم خلاف مطيتى … وسرجي إذا واكفتهم وغنائى

خلاف سروج يمتطون وخلفهم … عبيد لهم من خيرة الوصفاء

يقولون لي لو كنت تفعل مثلما … نحاوله من خدمة الوزراء

وصاحبتهم في كل يوم مراكبا … لهم كنت معدودا من النجباء

فقلت ذروني أن في قناعة … ولله تأميلي وفيه رجاءى

إذا كان لي قوت من البر دائم … أرد به جوعى وجرعة ماء

فكل نعيم بعده لا أريده … إذا كنت أبغى خطة بريائى

وتوفى في ذى القعدة سنة اثنين وثمانين ومائتين.

[عامر بن معاوية بن عبد السلام بن زياد]

ابن عبد الرحمان بن زهير بن ياسرة بن لودان، اللخمي، قرطبي، يكنى أبا معاوية، وأصله من رية.

روى عن عبد الملك بن حبيب وغيره، ثم رحل إلى المشرق، فسمع من سحنون، ويحيى بن بكير، وأصبغ بن كاسب.

واستقضاه الأمير المنذر ، سنة ثلاث وسبعين، أشار به بقى بن مخلد، ولم يزل قاضيا وصاحب صلاة إلى أن توفى المنذر، وولى بعده عبد الله، فعزله.

حدث عنه أحمد بن خالد، ومحمد بن ميسور، ومحمد بن أيمن بن الشامة.