بكر المالكي، وبعضهم يزيد على بعض: كان رجلاً صالحاً فاضلاً فقيهاً مشهوراً بالعلم متعبداً مجتهداً ورعاً خائفاً رقيق القلب كثير النياحة والبكاء، سمعاً كثير المعروف، باع ضياعه كلها وتصدق بها، وكان صارماً في مذهبه مجانباً لأهل الأهواء. ومن يخالف مذهب أهل المدينة. وكان أبو العباس الإبياني، إذا ذكره يقول: ذلك العالم حقاً. قال أبو بكر بن خلف: كان من العالمين بالله، وبأمره. سكن المنستير، سمع من عيسى بن مسكين، ويحيى بن عمر، وأحمد بن يزيد، وأبي إسحاق بن شعبان، وكان يحسن العربية والنحو واللغة، وشعر العرب، واعتماده في روايته على عيسى بن مسكين. وكان أجمع على فضله المؤلف والمخالف. سمع منه أبو الحسن القابسي. وأبو القاسم بن شبْلون، وأبو الحسن اللواتي. وأبو الحسن القمودي علي القمودي. وأبو عبد الله بن نصيب، وجماعة الناس. ورحل إليه من الآفاق والله أعلم.
[ذكر فضائل رحمه الله تعالى وزهده والثناء عليه]
قال أبو عبد الله الخراط: قد تورع عن الحرث في أرض الغير بكفايته من غيرها. قال أبو بكر بن خلف: أُخبرت أنه كان لا يهدأ ولا ينام الليل أجمع، يقرأ القرآن ويبكي. ذا خوف وإشفاق.