للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله مجالس طوال مع الأمير (٢١٨) أبى العباس الأخرم الشيعي، مذكورة، أيده الله فيها وحماه منه، فلا نطيل بذكرها.

وكذلك له الفرا، شيخ المعتزلة بالقيروان، وغيره من فرق أهل البدع والالحاد، مناظرات حسان، ومقامات ظاهرة.

قال أبو الأسود القطان: لو سمعتم ابن الحداد في تلك المحافل، وقد اجتمع له جهارة الصوت، وفخامة المنطق، وفصاحة اللفظ، وصواب المعانى، لتمنيتم أنه لا يسكت، وحكى أن الشيعي قال للصقلى (٢١٩): "إذا اجتمع الناس فأذن لهم بالدخول، فأذن لهم بالدخول. فلما جاء سعيد أذن له فدخل (٢٢٠).

فقال الشيعي للصقلى" (٢٢١): ألم أقل لك: إذا اجتمع الناس؟ فقال الصقلي: هذا هو الناس كلهم. إعجابًا بكلامه. فحكى أن الشيعي قتل الصقلي بعد ذلك لهذا.

***

[ذكر شيء من شمائله وفضائله وبقية أخباره وفوائد من كلامه وقطع من شعره]

قال المالكي: كان سعيد عابدًا، زاهدًا، ورعًا، مجاب الدعوة، وكان حسن اللباس، جميل الزى، مبالغًا فى ذلك، يفوق فيه أهل اليسار، كان تقوم كسوته بعشرين دينارًا، وكان يتقوت بأقل القوت


(٢١٨) ساقطة من بعض النسخ.
(٢١٩) في بعض النسخ: للصقلبي. هنا وفيما يأتي.
(٢٢٠) طا: فى الدخول.
(٢٢١) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.