للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقاضي أبو سعيد، والقاضي ابن أشرف، وكان لا ينزل سبتي الا في داره واكرامه؛ ولما انتقل إلى سبتة، شاوره القاضي محمد ابن عبود، والقاضي أبو الفضل، وعليه كان اعتماده في الفتيا؛ وكان مع ذلك كثير المواساة، مغلظًا على أهل الباطل، نزه النفس، قليل التلبس بالدنيا؛ سلب ماله في طريق قرطبة، فاقتصر على القراءة والتحمل؛ حضرت مجلسه في تدريس البراذعي عرضًا، فما رأيت أقوم منه عليه، ولا أكثر استخراجًا منه للخلاف من ألفاظ المدونة (١)!

[الفقيه أبو عبد الله محمد بن قاسم]

جد القاضي ابن أبي مسلم لأمه. من أصحاب أبي عبد الله بن عيسى وحفاظهم، وتفقه على ابن عون الله، وغيره؛ وكان كثير الدرس، قدمه عياض للشورى، ودرس المدونة، وكان ذهب في تدريسه مذهب شيخه ابن عبد الله في القاء النظائر للمسائل من كل كتاب من المدونة؛ وكان عاقلا، ذا سمت حسن ووقار؛ متبعًا لاثار المتقدمين الفقهاء في العقود. حسن السمت، قائمًا على حفظ المسائل، لم يزل على ذلك من التدريس والفتيا إلى وقتنا هذا (٢).


(١) المختصر، اللوحة: ١٣٤ - (ب).
(٢) المختصر، اللوحة: ١٣٤ - (ب).