للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكر المالكي - وبعضهم يزيد على بعض -: كان رجلا صالحا، فاضلا، فقيها، مشهورا بالعلم، متعبدا، مجتهدا، ورعا، خائفا، رقيق القلب، كثير النياحة والبكاء، سمحا، كثير المعروف، باع ضياعه كلها وتصدق بها، وكان صارما في مذهبه، مجانبا لأهل الأهواء ومن يخالف مذهب أهل المدينة. وكان أبو العباس الإبياني - إذا ذكره - يقول: ذلك [١] العالم حقا.

قال أبو بكر بن خلف: كان من العالمين بالله وبأمره [٢]، سكن المنستير، سمع من عيسى بن مسكين، ويحيى بن عمر، (وأحمد بن يزيد) [٣]، وأبى اسحاق ابن شعبان.

وكان يحسن العربية، والنحو، واللغة، وشعر العرب، واعتماده في روايته على عيسى بن مسكين، وكان اجتمع [٤] على فضله الموالف والمخالف.

سمع منه أبو الحسن القابسي، وأبو القاسم بن شبلون، وأبو الحسن اللواتي، وأبو علي القمودي، وأبو عبد الله بن نظيف، وجماعة الناس [٥]، ورحل إليه من الآفاق.

[ذكر فضائله وزهده والثناء عليه]

قال أبو عبد الله الخراط: كان [٦] تورع عن الحرث في أرض الحمى، لكفايته من غيرها.

قال أبو بكر بن خلف: أخبرت أنه كان لا يهدأ ولا ينام الليل أجمع، يقرأ [٧] ويبكي، ذا خوف وإشفاق.


[١] ذلك: أ م. ذلك: ط.
[٢] ونهيه: م - أ ط.
[٣] وأحمد بن يزيد: ط م - أ.
[٤] اجتمع: أ. أجمع: ط م - أ.
[٥] الناس: أ ط - م.
[٦] قد: م - أ ط.
[٧] القرآن: م - أ ط.