قال مطرف: الحي عندنا أفقه من الميت. قال ابن اللباد: ما انفتح لي طريق الفقه إلا من أصول أصبغ. وقد روي أن ابن القاسم قال: إن قيل أصبغ، سرُّوا به. قال عبيد بن سعيد: قدمت على أصبغ بن الفرج، فلما كان توجهي إلى المدينة، كتب معي إلى عبد الملك بن الماجشون يسأله أن يخير له كتبه. قال: فقدمت على عبد الملك بكتابه، وهو يومئذ قد كف بصره، فقال لي: قل له: اشخص للعلم إن كنت تريده فإن العلم لمن شخص له. قال: فذاكرته، حال أصبغ. قال ما أخرجت مصر مثل أصبغ. قلت له: ولا ابن القاسم؟ قال: ولا ابن القاسم، كلفاً منه به. وقال ابن مزين فلما قدمت على أصبغ سلمت عليه، وهو محتب فأخرج يده من تحت حبوته، وكنت أعرف مروءة أصحابنا بالأندلس، فقلت في نفسي: ما يضرك لو أخرجتها عن طوقك. وكان أصبغ بمصر يستفتي مع أشهب وغيره، من شيوخه. قال ابن غالب: خرجت من الأندلس، وأصبغ عندي أكبر أهل زمانه: لما كنا شاهدناه من تعظيم شيوخنا له. وحكى الكندي عن المزني والربيع قال: كنا نأتي أصبغ قبل قدوم الشافعي، فقلنا له: علمنا مما علمك الله.