للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إني أتيتك للتسليم عنك فلم … تأذن عليك لي الأستار والحجب

وقد علمت بأني لم أرد وطرًا … إلا الإخاء وإلا العلم والأدب!!!

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا … ان السماء ترجى حين تحتجب

فأجابه ابن عبد كان :

لو كنت كافأت بالحسنى لقلت كما … قال ابن أوس ففي استغفاره أدب

* * *

قال هارون بن موسى: دخلت على أبي مسهر، وكان مستلقيا على قفاه، فترنم بقول الشاعر:

يسر الفتى ما كان قدم من تقى … إذا نزل الداء الذي هو قاتله

[محنته]

قال موسى بن الحسن: سمعت أبا مسهر، وقد وجه به المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم ببغداد، فأحضر له إسحاق جماعة ليقر بكتاب المحنة الذي كتبه المأمون في خلق القرآن، ونفى الرؤية، وعذاب القبر، وأن الميزان ليس بكفتين، وأن الجنة والنار غير مخلوقتين؛

فلما قرئ الكتاب على أبي مسهر. قال: أنا منكر لجميع ما في كتابكم هذا، أبعد مجالسة مالك، والثوري، ومشايخ أهل العلم! إذن لا أكفر بالله بعد إحدى وتسعين، لا أقول: القرآن مخلوق، ولا أنكر عذاب القبر، ولا الموازين أنها كفتان، ولا أن الله يرى في القيامة، ولا أن الله تعالى على عرشه، وعلمه قد أحاط بكل شيء، نزل بذلك القرآن، وجاءت به الأخبار التي نقلها أهل العلم، فإن كانوا متهمين فيما يقولون، فإنهم متهمون في القرآن، فهم الذين نقلوا القرآن والسنن عن رسول الله .