للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمى بعد قدومه من المشرق بيسير، ثم أصابه الفالج.

قال أبو الحسن الكوفي: لم يكن بأفريقية محدث إلا موسى بن معاوية الصمادحى، وعباس الفارسي.

قال معتب: قلت لسحنون: أن موسى جلس. يعني: في الجامع.

فقال سحنون: ما جلس في الجامع منذ ثلاثين سنة أحق بالفتوى منه.

وكان سحنون يجله ويعظمه، ويعرف حقه في العلم، ويقدمه بين يديه في المجالس.

قال فرات عن سحنون: كنا نرابط بالمنستير في جماعة، فكان موسى أطولهم صلاة وأدومهم عليها (١٠٦)، فإذا كانت ليلة سبع وعشرين من رمضان، طبقها (١٠٧) من أولها إلى آخرها، فإذا أصبح، قال: توجهوا بنا إلى القيروان.

فنقول له: أقم حتى نتعبد (١٠٨) ها هنا.

فيقول: كان النبي ، يجتهد في العشر الأواخر، فإذا مضت ليلة سبع وعشرين ريئت فيه الفترة.

قال سحنون: فلا نجد بدا من مساعدته.

[بقية أخباره]

ولقى موسى محمد بن الحسن، فلم يأخذ عنه، فسئل عن ذلك، فقال: لو ملئ لي مسجدى هذا ذهبا وفضة ما سمعت منه حرفا. وذكر أنه بلغه عنه شيء من مخالفة السنة.

وامتحنه ابن أبي الجواد، قاضى القيروان، وكان معتزليا، فسأله عن القرآن، فقال موسى: سمعت فلانا وفلانا - وذكر جماعة من أهل العلم - يقولون: من قال (القرآن مخلوق) فهو كافر.


(١٠٦) ك: وأدومهم عليها - م: وأدومهم مجلسا.
(١٠٧) م: طبقها - ك: طلبها.
(١٠٨) ك: حتى نتعبد - م: حتى نتعيد.