ذكر أبو عمر الصدفي عن محمد أن أباه قال له: الزم هذا الرجل. يعني الشافعي. فإنه كثير الحجج. فليس بينك وبين أن تقول: قال ابن القاسم فيضحك منك. إلا أن تخرج من هذا البلد الى غيره. فكان كما قال. ما هو إلا أن خرجت للعراق، فتكلمنا في مسألة. فقلت لابن أبي داؤود من يقول بقولك أنت؟ قال: أبو يوسف. وقلت إنما قال ابن القاسم. فقال لي من ابن القاسم؟ قلت: رجل يقال بقوله من مصر الى مغرب الشمس، فكأنه اهتم حيث لم يعرفه. فقال له: كاتب لابن أكتم، هو من عبادهم وفقهائهم. قال البلخي أبو عبد الله: كنت يوماً عند محمد بن عبد الحكم، إذ خرج له صبي صغير عليه حلية ذهب. فقلت ما هذا؟ فقال إنه صبي. فقلت إن لم يكن متعبداً في نفسه، فأنت متعبد فيه، بأن لا تسقيه خمراً ولا تطعمه الخنزير. فقال: إنه من عمل النساء. يعني فعلته بغير أمره. قال محمد بن عبد الحكم: قلت للشافعي: لأي شيء أخذتم أنه إذا مسح الإنسان بعض رأسه، وترك بعضه، أنه يجزيه. قال: من سبب الباء الزائدة. قال الله تعالى: فامسحوا برؤوسكم. ولم يقل رؤوسكم.