كان من الغد، أخذوا غير الكتاب الذي كانوا يتذاكرون فيه. وكانت مذاكرتهم إذ ذاك في كتاب محمد بن المواز. فلما أخذوا الكتاب، قال الشيخ لهم: ليس كتابنا هذا. فجمحوا له، وأروه الوهم، وأنه إذا حضر فالمذاكرة فيه أولاً. ففطن الشيخ لمرادهم، وأخذ الكتاب ونظر فيه، ثم طواه، فألقاه عليهم من حفظه. وقال: علمت ما أردتم. لو عدم هذا الكتاب لأمليته من حفظي. وكانت وفاته فيما حكاه أبو إسحاق الشيرازي، وابن سعدون: سنة اثنتين وثلاثين وأربعماية. وقال غيرهما: سنة خمس وثلاثين. ومن شيوخه بالأندلس أيضاً: أبو يحيى بن الأشج، وأحمد بن قاسم، ومحمد بن خليفة، وأبو عمر الباجي، وغيره. قال ابن سعدون: رأيت في النوم وأنا في القيروان، أول سنة اثنتين وثلاثين وأربعماية، بعد فراغنا من ميعاد يوم الأربعاء