للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفى في سوسة، وكان خروجه من القيروان ونزوله تونس - فيما حكى عنه - هربا من الرئاسة، ورغبة في الخمول.

قال: وذلك أن أهل القيروان، لما اشتهر فيهم بالعلم [١]، رفعوا قدره وأكبروه، وأهل تونس بخلاف [٢] ذلك.

قال أبو عثمان بن جرير: كلمته يوما في أن يقرأ لي، فقال لي: ويحك! أدلك على أحمد بن عبد الرحمان، فهو أكثر كتبا مني.

وكان ربما سمع عامل سوسة يضرب أحدا، فيخرج رأسه من طاقه وينتهره حتى يتركه، وكان مجاورا له.

وكان كثيرا ما يخرج إلى السوق وقت عمارته، فيذكر الله في مواضع منه، ويخرج إلى أهل الضر والبلاء فيسليهم [٣]، ويهون عليهم، ويرغبهم فيما لهم عند الله. فلا ينصرف [٤] عنهم إلا وقد هان عليهم ما يقاسونه، لما يرجون من ثواب الله، توفى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

[محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد ربه أبو عبد الله]

ابن أخي عبد الرحيم بن عبد ربه الزاهد، صاحب سحنون.

كان من الصالحين العلماء الثقات الحفاظ.

سكن ساحل أفريقية، وخلف عمه بتلك الجهة، ولازم الرباط.

سمع من أبيه، وعيسى بن مسكين، وأبي زكرياء الأموي.

وأخذ عنه أبو إسحاق الجبنياني الزاهد، وعمر بن مثنى صاحبه، وغيرهما.

توفى بقصر زياد، سنة ست وأربعين (١٥).


[١] بالعلم: أ ط - م.
[٢] بخلاف: ط م، خلاف: أ.
[٣] يسليهم: أط، يسألهم: م.
[٤] فلا ينصرف: أط، ولا ينصرف: م. عنهم: أ ط - م.