وقال أبو عمر الكندي: إن المعتصم كتب في أصبغ ليحمل في المحنة. فهرب إلى حلوان، فاستتر بها. وفي ذلك يقول الجمل المصري، في مدحه الأصم.
وطويت أصبغ خفيةً في بيته ... فسترته جُدرُ البيوت الستر
أبدلته برجاله وجموعه ... خوفاًُ مقاعدة النساء الخدر
وتوفي أصبغ بمصر، سنة خمس وعشرين ومائتين. قال ابن سخنون وذلك في يوم الأحد لخمس ليال بقين من شوال منها. وقال نحوه الكندي: وقال أبو نصر الكلاباذي: توفي سنة أربع وعشرين ومائتين. قال الكندي مولده بعد الخمسين ومائة.
[أبو زيد ابن أبي الغمر]
واسمه عبد الرحمان ابن عمر بن أبي الغمر. كذا قال الكندي والدارقطني وغيرهما. مولى بني فهم. يروي عن يعقوب بن عبد الرحمان الإسكندراني، والمفضل وابن القاسم وأكثرهم عنه، وحبيب كاتب مالك، وابن وهب ومعاوية ابن يحيى الطرابلسي. قال ابن أبي دليم: ورأى مالكاً فلم يأخذ عنه شيئاً. وحكي ذلك الكندي عنه. روى عنه ابناه محمد وزيد والبخاري. وأخرج عنه في الصحيح، وأبو زرعة وأبو الزنباع روح ابن الفرج. وأحمد بن رشدين، ومحمد ابن المواز وأبو إسحاق البرقي. ومحمد بن عامر الألوسي.