للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد بقي في تلك الحال يومين لم يطعم ولم يجد من يستأجره، فإذا برجل يقول: من يحمل هذا المجذوم إلى موضع كذا بثمن درهم، فحمله وأخذ الثمن، فاقتات به؛ ووفق مع زهده إلى طلب العلم، فكان لا يسمع في تصرفاته وسياحته بعالم، إلا أتاه وسمع منه وكتب عنه، ولا برجل صالح إلا قصده وانتفع به، وأبوه في هذا قاعد [١] مع بني الأغلب في حاله، فلقد ذكر أن أبا إسحاق وجد مرة [٢] يعجن طينا بمدينة سوسة بأجرة، فقيل له إن أباك كثير الاجتهاد في طلبك، فقال: قولوا له أتظن [٣] أنه يخرج من ظهرك من يطلب الحلال؟ وحج سنة أربع عشرة وثلاثمائة.

[ذكر محله من العلم]

قال أبو القاسم اللبيدي [٤]: وكان أبو إسحاق قد سمع العلماء، وله من عيسى بن مسكين إجازة، وكتب عن أبي بكر بن اللباد.

قال اللبيدي: وكان ابن اللباد به معجبا [٥]، وكانت [٦] أكثر دراسته بالساحل على أبي علي حمود بن سهلون صاحب ابن عبدوس، وأخذ أيضًا عن محمد بن عبد الرحمان [٧] بن علي بن عبد ربه، وأبي يوسف بن مسلم، وجماعة سواهم؛ وكان يقول: لقد أدركت [٨] هذا الساحل وما منه قرية إلا بها رجل من أهل العلم والقرآن، أو رجل صالح يزار.


[١] قاعد: ط، قعد: أ، بعد: م.
[٢] مرة: أ ط - م.
[٣] أتظن: أ، أكنت تظن: ط م.
[٤] قال أبو القاسم اللبيدي: أ - ط م.
[٥] معجبا، أ ط، متعجبا: م.
[٦] وكانت: أ ط، وكان: م.
[٧] عبد الرحمان: أ. عبد الرحيم: ط م.
[٨] أدركت: أ ط، رأيت: م.