سمع من أبيه، ورحل، فلقي سحنون بن سعيد، وعلي بن معبد، وغيرهما. ورحل فسمع بالمدينة من ابن كنانة، وابن الماجشون، ومطرف. وروى عنه محمد بن وضاح، وقاسم بن محمد، ومحمد بن لبابة. قال ابن أبي دليم: وكان فقيهاً، وغلب عليه الزهد والورع، وشوّر بقرطبة، مع ابن حبيب، وأصبغ بن خليل، وعبد الأعلى بن وهب. قال الرازي: وولي قضاء طليطلة، وقد كان امتنع، وقال: لا أحسن القضاء. قال محمد بن حارث: ولي للأمير محمد بن عبد الرحمن أياماً قضاء جيان، فأبى واستعفى، فأمر الأمير أن يوكل به الحرس، حتى بلغ به جيان، ويكره على الحكم. ففعلوا ذلك، حتى أجلسوه، وحكم بين الناس يوماً واحداً. فلما أتى الليل هرب على سقوف البيوت، فسقط واندقت فخذه، فأصبح الناس يقولون: هرب القاضي. فانتهى الخبر الى الأمير، وقال: هذا رجل صالح. وأمر أن يبسط له الأمان، وأن يخرج. فلما خرج ولاه الصلاة بقرطبة. وقال: نحن أحق به من غيرنا. سئل أبان عمن له غرفة أراد أن يفتح لها باباً على مقبرة. فقال: لا يجوز أن يفتحه على مقبرة المسلمين. قال أبو عبد الملك: كان الغالب عليه الفقه. وكان كثير العمل، كثير الصيام. قال ابن لبابة: لم أنظر قط لوجه أبان إلا وجدت الموت. وكان يصف فضله وزهده وورعه