توفي في سوسة. وكان خروجه من القيروان ونزوله في تونس - كما حُكي عنه - هرباً من الرئاسة ورغبة في الخمول. قال: وذلك أن أهل القيروان لما اشتهر فيهم، رفعوا قدره وأكبروه، وأهل تونس بخلاف ذلك. قال أبو عثمان بن جرير: كلمته يوماً في أن يقرأ لي. فقال: ويحك. أدلك على أحمد بن عبد الرحمن فهو أكثر كتباً مني. وكان ربما سمع عامل سوسة، يضرب أحداً فيخرج رأسه من طاقة، وينتهره، حتى يتركه. وكان مجاوراً له. وكان كثيراً ما يخرج الى السوق، وقت عمارته. فيذكر الله في مواضع منه. ويخرج الى أهل الضرّ والبلاء، فيسألهم ويهوّن عليهم، ويرغّبهم فيما ما لهم عند الله. ولا ينصرف عنهم، إلا وقد هان عليهم، ما يقاسونه. لما يرجون من ثواب الله تعالى. توفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
[محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد ربه]
أبو عبد الله، ابن أخي عبد الرحيم بن عبد ربه الزاهد. صاحب سحنون. كان من الصالحين العلماء. الثقات الحفاظ. سكن ساحل إفريقية. وخلف عمه بتلك الجهة. ولازم الرباط. سمع من أبيه. وعيسى بن مسكين. وأبي زكريا الأموي. وأخذ عنه أبو إسحاق الجبنياني، الزاهد. وعمر بن مثنى، صاحبه، وغيرهما. وتوفي بقصر زياد، سنة ست وأربعين. رحمه الله تعالى.