واسمه محمد بن عبد الله البكري. من أهل مرسية، ولازم مدة قرطبة، وبها تفقه. ثم عاد الى بلده. سمع من سهل بن ابراهيم الاستجي. حدث عنه أبو عبد الله ابن المرابط، وأبو عمر ابن الحذاء، وأبو بكر عبد الرحمن بن عيسى السماني. وآخر من حدث عنه، صاحب المظالم ابن طاهر. كان فقيهاً ديّناً. وقال أبو عمر ابن الحذاء: ما رأيت أتم منه ورعاً، ولا أحسن خلقاً، وكرماً. لم يأكل لحماً. مذ وقعت الفتنة إلا من طير أو حوت، ولا لبس خفّاً، إلا من جلود، ميورقة، إذ لم يدخلها النهب. وكان من أحفظ الناس لمذهب مالك. وأقومهم فيه حجة. عالماً بصحيح الحديث، وسقيمه ورجاله. وباللغة والنحو والشعر والقراءات. وكان كثير الضيافة على توسط حاله. ولقد أضاف أقواماً نزلوا به أعواماً. وكان محسوداً ببلده. وتوفي فيها. قرأته بخط شيخنا القاضي عبد الله التميمي، في شوال سنة ست وثلاثين وأربعماية. مولده سنة اثنتين وستين وثلاثماية.