وقيل هو محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة بن حميد، بن عتبة بن أبي عتبة بن محمد بن عبيد الله بن يزيد، ابن أبي يزيد، مولى عمر بن عتبة ابن أبي سفيان. وقال ابن لبابة: العتبي ليس يتصل نسبه، بعتبة. إنما كان له جد يسمى عتبة. فينسب إليه. سمع بالأندلس من يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وغيرهما. ورحل فسمع من سحنون وأصبغ. وكان حافظاً للمسائل، جامعاً لها، عالماً بالنوازل، كان ابن لبابة يقول: لم يكن أحد هاهنا يتكلم مع العتبي في الفقه، ولا كان أحد بعده يفهم فهمه، إلا من تعلّم عنده. قال ابن عبد البر: كان عظيم القدر، عند العامة. معظماً في زمانه. روى عنه محمد بن لبابة، وأبو صالح، وسعيد بن معاذ، والأعناقي، وطبقتهم. قال الصدفي: كان من أهل الخير والجهاد، والمذاهب الحسنة. وكان لا يزول بعد صلاة الصبح من مصلاه، الى طلوع الشمس، ويصلي الضحى. ولا يقوم أحدٌ في الأثر على من أتى قبله.
[ذكر المستخرجة]
قال ابن لبابة: وهو الذي جمع المستخرجة. وكثر فيها من الروايات المطروحة، والمسائل الشاذة. وكان يأتي بالمسائل الغريبة، فإذا أعجبته، قال: ادخلوها في المستخرجة. وقال ابن وضاح: سألت ابن وهب عن مسألة، فذكر لي فيها عن أصبغ رواية. فمررت بالعتبي، فسألته عنها. فلم يحفظ فيها رواية. فأخبرته بما قال لي عبد الأعلى، عن أصبغ. فدعا بالمستخرجة، فكتبها فيها. ثم لقيت بعد عبد الأعلى، فقال لي: وهمت في المسألة عن أصبغ. ليست كذلك.