للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا برجلين على بغلة، فسألا عن الشيخ، وقالا له: رجل له عجل رأى في المنام أنه يخالفه إلى خمير عنده يأكله؛

قال: فقال أبو خارجة له: عبد خلاسي (٣٩٢) يخالفه إلى أهله؛

فقال أحد الرجلين الآخر: قد نهيناه عن دخوله إليه فلم ينته؛

ثم قالا: معنا شيء من زادنا فأخرجا خبز شعير ودجاجة وزيتونا، فأكل من حضر، ولم يأكل هو منه، إذ كانت به أرواح يضرها هذا الطعام.

وسأله رجل أنه يرى كأنه يحرث في صفا؛

ففسر أبو خارجة وقال: هذا رجل يطلب الصبيان.

وكان أبو خارجة يقول: اللهم أمتني قبل أن يخرج من ها هنا قوم ينبحون نباح الكلاب، يشير نحو أرض المغرب.

وكان بنى مسجدًا عظيمًا فيه نحو عشرين سارية عظاما، فقالوا له: من يرفع هذه السواري؟

قال: الذي خلقها.

فأصبحت السواري مرفوعة ورؤوسها عليها.

قال ابن مسكين: كان عندنا رجل له تابع، فقال له يوما: لأخوفن أبا خارجة؛

فنهاه صاحبه، فقال: لأفعلن، فلما كان في الليل ركب أبو خارجة إلى منزله، فلقيه خيال، ثم عرض له شخص، فقصده أبو خارجة وجعل يضربه وهو يفر منه ويصيح، حتى غاب في الزيتون، فذهب أبو خارجة، فأتى التابع صاحبه وهو لما به (٣٩٣)، فأخبره، فقال قد نهيتك.


(٣٩٢) ك، م: عبد خلاسي: والخلاسي بكسر الخاء، هو الولد من أبوين أبيض وأسود - وفي نسخة أ: خلابي - وفي ط: خلافي.
(٣٩٣) "وهو لما به! " هكذا وردت هذه العبارة في جميع النسخ التي بين أيدينا وورد في نسخة م تعليقا عليها. كلمة "كذا! ".