للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمه أم ولد اسمها لبنى.

ولم يتخلف عن جنازته جليل، وصلى عليه ابنه أبو نصر.

قال الصولى: ووجد عليه الراضى أمير المومنين وجدا شديدا، حتى كان يبكي بحضرتنا ويقول: كنت أضيق بالشيء ذرعا حتى أراه، فيوسعه على برأيه.

قال: وكنا عند الراضى ليلة، فأمر جواريه أن يضربن بالعود وينحن عليه، ففعلن، وجعل يبكى حتى خفنا عليه، وجعلنا نعزيه، فقال: والله لا بقيت بعده.

***

[ابناه: أبو نصر يوسف وأبو محمد الحسين]

ذكر الامام أبو اسحاق الشيرازى أبا نصر في طبقة أبيه أبى الحسين، ولم يذكر أبا محمد.

قال أبو اسحاق: كان أبو نصر فقيها فاضلا، وهو آخر من ولى القضاء ببغداد من ولد حماد بن زيد.

وقال طلحة بن محمد بن جعفر: ما زال أبو نصر منذ نشأ، نبيلا نظيفا جميلا عفيفا، متوسطا في علمه بالفقه، حاذقا بصناعة القضاء، بارعا في الأدب والكتابة، حسن الفصاحة، واسع العلم باللغة والشعر، تام الهيئة، اقتدر على أمره بالنزاهة والتصاون والعفة، حتى وصفه الناس من ذلك بما لم يصفوا به أباه وجده، مع حداثة سنه، وقرب ميلاده من رياسته.

قال: ولا نعلم قاضيا تقلده - يعنى بغداد - أعرق في القضاء منه، ومن أخيه الحسين، لأن أباه أبا الحسين، وجده أبا عمر ولد أبي عمر يوسف بن يعقوب، وأباه يعقوب، كلهم ولوا القضاء ببغداد، ما خلا يعقوب، فانه ولى قضاء المدينة ثم قضاء فارس.

قال الخطيب: ولى أبو نصر القضاء في حياة أبيه وبعد وفاته.

قال طلحة: لما خرج الراضى إلى الموصل، سنة سبع وعشرين، ومعه قاضي القضاة أبو الحسن، أمره أن يستخلف ابنه أبا نصر على