للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلغت ما ترون إلا بالأقلام، فأجهدوا أنفسكم فيها وثابروا على تدوين العلم تنالوا به الدنيا والآخرة؛

وحكى سليمان بن سالم (٣٨٥) أن أسدًا لقي ملك صقلية في مائة ألف وخمسين ألفا، قال الراوي: فرأيت أسدًا وفي يده اللواء وهو يزمزم، وأقبل على قراءة (يس) ثم حرض الناس، وحمل وحملوا معه، فهزم الله جموع النصارى، ورأيت أسدًا وقد سالت الدماء مع قناة اللواء حتى صار تحت إبطه، ولقد رد يده في بعض تلك الأيام فلم يستطع، مما اجتمع من الدم تحت إبطه.

[بقية أخباره ووفاته]

قال عبد الرحيم الزاهد: قلت لأسد لما قدم علينا بكتب أهل المدينة وأهل العراق: أي القولين تأمرني أتبع وأسمع منك؟

فقال لي: إن أردت الله والدار الآخرة، فعليك بقول مالك، وإن أردت الدنيا فعليك بقول أهل العراق.

قال ابن حارث: فكان هذا الرجل بعد، يطعن علي أسد بهذه القصة، وكان يقول: كان الحق عنده في مذهب مالك وكان يفتي بغيره.

ولما غلب عمران بن مجاهد على القيروان، بعث إلى أسد: أن اخرج معنا.

فتمارض ولزم بيته؛

فبعث إليه: إن لم تخرج معي بعثت إليك من يجر برجلك.


(٣٨٥) أ، ك، ط: سليمان بن سالم - م: سليمان بن بلال.