فقال للرسول: لئن أخرجتني لأنادين: القاتل والمقتول في النار، فلما سمع ذلك تركه.
قال بعضهم: بعث الأمير إلى أبي محرز وأسد، وهما قاضيان، فأقبل أسد، فإذا أبو محرز ينتظره مع بعض الرسل، فقال: كيف أصبحت أبا محرز؟
فلم يرد عليه شيئا، وصار إلى الأمير، فأجلس أبا محرز عن يمينه، وأسدًا عن شماله، ثم دفع صكا إلى أسد ليقرأه، فلم يقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فقال له أبو محرز: أخطأت؛
فقال أسد: أيها الأمير، لقيته فسلمت عليه فلم يرد على السلام، ولم أقرأ إلا كلمتين فقال لي أخطأت؛
فنظر زيادة الله إليه فقال أبو محرز: ما سلم علي، ولو سلم علي لرددت عليه، وإنما قال: كيف أصبحت؟ وأصبحت مغمومًا فلو أخبرته * لسررته؛
ثم دخل عليهم رجل فذكر للأمير أنه رأى كأن جبريل هبط من السماء، ومعه نور، حتى وقف بين يديك وصافحك، وفي رواية: وقبل يدك، فابتهج لها زيادة الله، وقال هذا عدل يجريه الله على يدي؛
فقال أسد: كذب الشيخ أيها الأمير؛
فغضب الأمير، ونظر إلى أبي محرز كالمحرك له، لما يعلم مما بينهما؛
فقال أبو محرز: صدق أسد وكذب الشيخ، إن جبريل لا ينزل بوحي إلا على نبي، وقد انقطع الوحي، وهذا وأمثاله يأتونك بمثل هذا طلبًا لدنياك، فاتق الله،
فسكت الأمير وخرجا، فجزى أسد أبا محرز خيرا، فقال له: لله فعلته لا لك؛