قال: وسمعته يقول: الأكل على ثلاثة أصناف فآكل يأكل نوراً، وإيماناً، من أول طعامه الى آخره. وآخر: يأكل طعاماً. وآخر يأكل سرجيناً. فأما الذي يأكل نوراً وإيماناً من أول طعامه الى آخره: فالذي يمسي الله عز وجل عند كل لقمة، ويحمده عند إساغتها. وأما الذي يأكل طعاماً فالذي يسمي الله أول طعامه، ويحمده في آخر.
وأما الذي يأكل سرجيناً: فالذي لا يذكر الله في أول طعامه، ولا في آخره. أو كما قال. فإني كتبته من حفظي. قال الفرغاني: وتوفي سهل وهو صغير ابن عشر سنين. مولده سنة ثلاث وسبعين ومائتين. ووفاة سهل رضي الله تعالى عنه: سنة ثلاث وثمانين ومائتين. قال: وكان أبو عبد الله هذا، عالماً بمذهب مالك. شديد التعصب له. ووضع في مناقبه نحو عشرين جزءاً. وقد طالعتها وانتقيت في هذا الكتاب في أخبار مالك عيونها. وقد أدخل جميع ما له فيها من كلام صاحب الاستيعاب، في جامعه. وله كتاب في فضائل أهل المدينة، والحجة. وكان ندب في أيام علي بن الجراح لتعقبه أهل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. فأقام بها زماناً طويلاً. ثم عاد الى العراق. وتقلد قضاء البصرة بلده، سنين. ثم قصده أحد رؤسائها بمكروه كثير، لوحشة جرت بينهما. فصرف عن القضاء. وقصد الوزير المهلبي الى الأهواز، فشكا إليه أمره. فوعده بكل جميل، ونوى صرفه الى القضاء، فغير عليه. فعاد الى البصرة. فجرت له بها أقاصيص مع المعتزلة. فنبت به الدار، وقصد بغداد سنة خمس وأربعين. فلقيه بها الشريف أبو عبد الله بن المراغي، الصغير العلوي، في بعض الطرق. فقال له: أنت تقول إن الله يُرى يوم القيامة. وإن القرآن غير مخلوق. فقال: نعم.