عليه - من الحكام - استطلاع رأيه في الصلب، والقطع وشبهه. فولاه السوق، وعهد إليه التحفظ، وأذن له في العقوبات بلا مؤامرة منه. فكان ابراهيم إذا جيء بالفاسد المفدح، قال له: اكتب وصيتك، ودعا بشهود فأشهدهم عليها. فإذا فعل هذا علم أن ذلك مقتول. ثم يأمر بصلبه، ونحوه. فكان بين يديه من المصلّبين عدد، وأخذ في ذلك بالشدة، حتى تجاوز الحد، وجرت له في ذلك قصة ظريفة، من قوم جاءوا بفتى من جيرانهم؟ يشكون تطاوله. ويريدون زجره. فقال لشيخ منهم: ما يستحق عندك؟ فقال على وجه التغليظ: ما يستحق هؤلاء. وأشار الى المصلّبين، فقال لهم ابراهيم: انصرفوا. وقال للفتى: اكتب وصيتك. فقال له اتق الله فيّ، فلم يبلغ ذنبي القتل. فقال له: بذلك شهد عليك. وصلبه. فلما بلغ الحي ذلك، أتوه وقالوا له: لم نشهد عندك، بما يوجب قتله. فقال ألم تقل يا هذا: كذا. قالوا إنما قاله على المثل. قال: فإثمه في رقابكم. قال أحمد بن سعيد: كان حافظاً فاضلاً ممن عني بالعلم، ورحل فيه، وفيه موسى بن سعيد.
لا يعذر الناس منه لين جانبه ... فلا يبالي بحكم الله من قتلا