للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوثب أبو يزيد قائما [١] وقال: لا بأس إذا قالوا.

وذكره معد يوما فقال، أعد لنا السلاح. وتربص بنا الدوائر، وكفرنا، وشتمنا، وعلم الناس الجرأة علينا، حتى تتأكد [٢] عند الكبير، ويشيب عليها [٣] الصغير.

وأعان قوم عليه في المجلس، وتكلم قوم له، فأعلم بذلك، فزاد أبو إسحاق حينئذ في السلاح، وأصلح ما كان عنده منه [٤].

قالوا [٥]: واستأذن عليه يوما صاحب الحرس. فهرب كل من كان معه، ومنهم ابن أبي زيد ولم يبق [٦] معه غير القابسي، فقال الشيخ من هذا؟

قال [٧]: أنا فلان.

فقال: [ادخل يا شيطان، ما تريد يا شيطان؟ اخرج يا شيطان] [٨]، فما كلمه يومئذ إلا بشيطان.

فلما خرج رجع من هرب، فقال لهم: ما هذا حق الصحبة، تهربون وتتركونني، ولامهم على فعلهم.

وكان لا يدخل إلى أبي إسحاق أحد من حاشية القوم ولا قضاتهم، لا ابن هاشم ولا غيره، إلا ابن صدور [٩]، لأنه كان يشتم بني عبيد عنده.

قال بعضهم: كنا يوما عنده، إذ دخل صقلبي عليه [١٠] كسوة ورائحة، فسأل عن الشيخ، فلم يجبه أحد، [فقال الشيخ: مالك؟


[١] قائما: أ ط - م.
[٢] تتأكد، أ ط. يتأكد، م.
[٣] عليها، ط م، عليه أ.
[٤] منه، م، منها أط.
[٥] قالوا، أ. قال، ط م.
[٦] له: أ - ط م.
[٧] فقال: أ م، قال: ط. ما: أ م وما، ط.
[٨] ادخل يا شيطان .. اخرج يا شيطان، ط م. اخرج يا شيطان. ادخل يا شيطان .. ما تريد يا شيطان: أ.
[٩] إلا ابن مدور: أ ط - م.
[١٠] دخل صقلبي عليه، أم، دخل عليه صقلبي، ط.