ذكر ابن حارث، إنه استقضي على بلده، أيام الأمير عبد الرحمان في الحكم قال القاضي أبو الوليد: رحل أول خلافة الإمام عبد الرحمان بن معاوية، فلقي مالك بن أنس، وابن عيينة، ونظرائهما من الأئمة. ولقى الأصمعي وأبا زيد، وغيرهما من رواة الغريب. وداخل الغريب. وداخل العرب وتردد في محالها، وصدر إلى الأندلس، من سفره، فعطب ببحر تدمير فذهبت كتبه، فلما قدم استجه أتاه أهلها يهنئونه بقدومه، ويعزونه بذهاب كتبه فقال لهم: ذهب الخرج وبقيت الدرج. يعني ما في صدره. وكان فصيحاً ضرباً من الإعراب، حافظاً للفقه والتفسير والقراءة. وله كتاب في تفسير القرآن قد رأيت بعضه. رواه عنه محمد بن أحمد العتبي، ومسيب بن سليمان الأستجي، وروى عنه أيضاً اصبغ بن خليل، وهو كان القائم بالقضاء أيام الحكم بن هشام بعد صعصة بن سلام ووفاته. قال القعنبي وكان أبو موسى إذا قدم قرطبة لم يفت عيسى، ولا سعيد بن حسان، حتى يرتحل عنها، توقيراً له. وكان يسكن بعض قرى مورور، ثم انتقل إلى استجة.