للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن المبارك لبعض أصحابه: لا تغفل عن يوم ذكره الله في كتابه في ثلاثة وستين موضعًا.

* * *

وقال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة؛

فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلًا لم يزل البارحة يقرأ (التكاثر) إلى الصبح، ما جاوزها - يعنى نفسه -،

* * *

وذكر هو وغيره أن ابن المبارك سئل عن ابتداء طلبه العلم؛

فقال. كنت شابًا أشرب النبيذ، وأحب الغناء، وأطرب بتلك الخبائث، فدعوت اخوانا لي حين طاب التفاح وغيره إلى بستان، فأكلنا وشربنا حتى ذهب بنا السكر والنوم، فانتبهت آخر السحر، فأخذت العود أعبث به وأنشد:

ألم يان لي منك أن ترحما … وتعصى العواذل واللوما

فإذا هو لا يجيبنى إلى ما أريد، فلما كررت عليه بذلك، وإذا هو ينطق كما ينطق الإنسان، يقوله: (ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) (٥٦) قلت: بلى يا رب؛

فكسرت العود وهرقت النبيذ، وجاءت التوبة بفضل الله بحقائقها، وأقبلت على العلم والعبادة.

* * *

وروي أن عبد الله بن المبارك دخل الكوفة وهو يريد الحج، فإذا بامرأة جالسة على مزبلة، وهي تنتف بطة، فوقع في نفسه أنها ميتة فوقف على بغله، فقال لها: يا هذه! هذه البطة ميتة أو مذبوحة؟


(٥٦) الآية ١٥ من سورة الحديد.