المعروف بابن الحصار، اسمه: عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر، مولى بني فطيس. تقدم ذكر أبيه. وكان أبو المطرف هذا، من أجلّ علماء وقته، علماً وعقلاً وفقهاً، وسمتاً وعفة وهدياً. صحب ابن ذكوان قاضي الجماعة. وكتب له بعهد الجماعة ووليَ الشورى، مع ابن الفخار، وطبقته. ثم اختاره ابن ذكوان للقضاء في الفتنة، أيام الحمودية. فعمل مدتهم وبعدهم الى أيام المعتمد، آخر خلفاء بني أمية في الفتنة. قال أبو محمد ابن حزم، وذكره في كتابه، قال ابن حيان: لم يكن في وقته بقرطبة مثله، حفظاً للفقه، وحذقاً بالحكم، وبصراً بالشروط، ومشاركة في الأدب، مع العفة والصيانة، وبعد الهمة. وكان شديد التعسف على الفقهاء والتقويم لميلهم. فلما وليَ المعتمد اجتمعوا عليه وطلبوه، حتى عزله. وولى مسرة بن الصفار، وعهد إليه بالتزام داره، وسد بابه. فأدركه خمول كثير ثم أبيح له الخروج، فمات بقرب ذلك.