قال ابن حارث: كان صاحباً لحمديس بن القطّان. وبهما يضرب المثل في الفضل، والدين. إلا أن عبد الجبار، كان أنبَه وأفهم، لمعاني العلم والفقه من حمديس. قال: وكان ذا رئاسة في العلم، ونظر تام. قال أبو عياش: عبد الجبار عالم واسع العلم، فهم نطّاق بالحكمة. قال: ودرّس عبد الجبار العلم حتى بلغ، أو كاد مبلغ سحنون. ثم لما حجّ الحجة الثانية. قال: قد نلنا من هذا العلم، ما علمت. وقد ماحت نفسي الى هذه الناحية من العبادة. فبلغ فيها مبلغ البهلول، أو رباح. وقال سحنون: عبد الجبار، تقي في بطن أمه. وقال حمديس القطّان: ما رأيت أورع من عبد الجبار رضي الله تعالى عنه.
[ذكر أخباره وفضائله]
وذكر القابسي: أن عبد الجبار راح إلي الجمعة، على بغل الراوية، يوم طين. فلما صلى. لم يجد ما يرجع عليه. وكان بعيد الدار من الجامع. فرفع إليه رجل جندي، فرسه. فركبه. فنظر إليه أصحابه. فقال: ما بالكم. أما ورَعٌ نقَص، أو علم زاد. قال بعضهم: إنما فعل لضرورة. إذ لم يقدر، على المشي. ولعله تصدق بقدر انتفاعه. وخرج من عند الأمير ابراهيم، وكان يكبره، ويجلّه. فشيّعه الى أن ركب وأصلحت عليه ثيابه. وكان بينه وبين حمديس القطان، صحبة عظيمة. وشركة في القطن، يعملان في سوق الأحد، الى أن تهاجرا، بسبب كتب محمد بن مهدي البكري. كان عبد الجبار يقرأها، فنهاه عنها حمديس. وقال له: سمعت سحنون يقول: ابن مهدي هذا. ضال، مضلّ.