قال أحمد بن عبد الله الكوفي: عاقل، حليم، ثقة، كتبت عنه. قال الشيرازي: وإليه أفضت الرئاسة بمصر بعد أشهب. وكان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله. ولابن عبد الحكم سماع من مالك الموطأ، ونحو ثلاثة أجزاء. وروى عن ابن وهب وابن القاسم، وأشهب كثيراً. وصنف كتاباً اختصر فيه أسمعته، ثم اختصر منه كتاباً صغيراً وعلى هذين الكتابين مع غيرهما نقول المالكيين من البغداديين، في المدارسة وإيّاهما شرح أبو بكر الأبهري وغيرهما، بل وغير واحد من العراقيين وأهل المشرق، قال بشر بن بكر: رأيت مالكاً في النوم بعد الممات بأيام، فقال: لي ببلدكم رجل، يقال له ابن عبد الحكم، فخذوا عنه فإنه ثقة.
[جملة من أخباره وفضائله وتواليفه]
قال أبو عمر الكندي: وليّ ابن عبد الحكم بعد ابن برد، مسائل عيسى ابن المنكدر، قاضي مصر. فأدخل في العدول من استحق ذلك عنده، وأن لم يكن له قدم. وقبل شهادته، فاضغن ذلك عليه بعض مشيخة المصريين.
فقال له يوماً أبو خليفة الرعيني: كان هذا الأمر مستوراً فكشفته. وأدخلت في الشهادة من هو يسمى بأهل لها. فقال له ابن عبد الحكم: هذا الأمر دين، وقد فعلت ما يجب علي. فقال: وبلغ بنو عبد الحكم بمصر من الجاه والتقدم، ما لم يلقه أحد.