وله رحلة لقي فيها محمد بن النفاح، وأبا مسلم بن محمد بن صالح، ومحمد بن زيان، وجماعة. وكانت له بالأندلس وجاهة عند الخاصة والعامة في العلم والزهد. وسمع منه الناس كثيراً، وشوّر في الأحكام. وكانت له منزلة من الحكم المستنصر، ومحل لطيف. ولقد عتب الحكم عليه في شيء، فأقسم أن لا يطأ عتبة منزله سنة. ثم لم يمض عنه، فنصب له كرسياً خارج المجلس، فجلس عليه، الى أن كملت سنة، وعاد لعادته. ويقال إنه لم حج، دعا في محراب زكريا في البيت المقدس، لله تعالى أن يهب له حظوة من سلطانه، وظهرت استجابته. حدث عنه أحمد بن يحيى وغيره. ورحل ثانية لآخر عمره، وسمع ابن الأعرابي، وحج. ومات بطرابلس، إحدى وأربعين وثلاثمائة، فيما ظنه ابن الفرضي. وكان له ابن اسمه أحمد، يكنى بأبي عثمان. وسمع بقرطبة، ورحل، فلقي ابن الأعرابي، وسمع منه ومن سواه، وكتب عنه رحمه الله تعالى. توفي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.