عفة وسعة جاه. وكان إليه أمر الوقت بمصر، وأعمالها. وتوفي في ذي الحجة، بعد ابن شعبان، بنحو سبعة أشهر، في السنة التي مات فيها. وحضر جنازته كافور، أمير مصر، وقلّ من تخلّف عنها. ودفن بالمقطّم، وهو ابن أربع وتسعين سنة.
[أبو الحسن السلفاني]
رحمه الله تعالى. اسمه علي بن جعفر بن أحمد القاضي. روى عن ابن أبي مطر. يروى عنه أبو الحسن القابسي. وأبو زيد بن أبي عامر الكتامي، من أهل سبتة. وكان أخذ مشيخة المالكيين بمصر. ثم نزل جزيرة اقريطش. قال أبو الوليد الباجي: هو فقيه معروف. قال الفرغاني: وكان أهل اقريطش كتبوا الى مصر، يسألون أن يوجه إليهم من يفقههم. ويتقلد حكمهم. فوقع الاتفاق عليه. فخرج إليها وأقام بها، الى أن دخلها الروم، واستحوذوا عليها. من سنة خمسين وثلاثمائة وملكوها الى وقتنا هذا. ردها الله تعالى لدار الإسلام، بمنه.
[محنته وأخباره في أسره]
وكان أبو الحسن فيمن أُسر باقريطش. وحمل الى القسطنطينية، دمرها الله تعالى. وجرت بينه وبين نقفور الطاغية ملكها مناظرة.