أبو خالد، من أهل حامة تصطيلية، وكان له سماع كثير من سحنون.
وكان سهل بن عبد الله القبرياني يذكره بخير.
وكتب له ابن طالب، وائتمنه.
توفى في نحو سنة ثمانين.
[محمد بن أبي حميد أبو عبد الله]
كان بالقيروان، ثم سكن سوسة، وكان من المتعبدين، يقال إنه يختم القرآن كل ليلة في شهر رمضان.
وكان ثقة سمع سحنون، وسمع بالشام من ابن أبي الحوارى،
وهشام بن عمار الدمشقى، وبمكة من غير واحد.
سمع منه أبو العرب، وابن اللباد.
ومات سنة اثنتين، أو ثلاث، وتسعين ومائتين.
وكان إذا دخل الصلاة لم يشغل قلبه بشيء، وكان له ابن حدث، له أصحاب، فكان ربما أتى بالمغنين إلى داره مع أصحابه، وبيته ملاصق لبيت أبيه، فيسكتون، حتى إذا دخل في الصلاة أقبلوا على لهوهم ولعبهم، فإذا جلس في التشهد أعلمته أمه، فيقطعون.
وقد تقدمت مثل هذه الحكاية لغيره.
قال ابن فطيس الفقيه: قام ابن أبي حميد ليلة في سطحه، وأنا أسفل حتى بلغ: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ﴾ (٤٠٥) " انقطع وقعد، ثم عاد وبكى، فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح.