وفارقه. فسار ابن طالب الى داره، فإذا الحمولة له، وجهها له وكيله. فأمر ابن طالب بحملها الى دار الرجل، وقال قولوا له: قد أمنت مما كنت تجده. قال أبو الفضل: كان رجل من العراقيين يقع في ابن طالب، إرضاء لأصحابه، فولدت له امرأته، فقالت له: أنت ترى حالنا، فامض الى أصحابك الذين كنت ترضيهم، بسب ابن طالب، لعلهم يعينونا على ما نحن عليه. فسار إليهم. فلم يأت منهم بشيء. وخرج، بمصحف يرهنه عند زحدهم، فما قبله منه أحد منهم.
فشتمته امرأته، وقالت له: اقصد إليه، يعني ابن طالب. فإني أرجو أنك لا تنصرف من عنده، خالياً. فمضى إليه واعتذر، وأعلمه بمقال زوجته. وقال: أتيتنا في وقت لا شيء فيه غير واسعة علينا، ولكن نعطيك ما حضر. فدفع إليه صرة كبيرة، وأخرى صغيرة. وقال له: انفق أنت هذه. وكان فيها أربعون ديناراً. وادفع الأخرى الى أهل البيت. وكانت فيها عشرة دنانير. قال ابن أبي عقبة: كان رجل كفيف من الفقراء، يمشي مع زوجته، فإذا بصقلبي أتى الى طباخ، فقال له: يقول لك القاضي خذ لنا خروفاً، من صفته كذا، واعمله في التنور، وخذ له من الزيتون والخبز، ونقل المائدة، ما يصلح، وهيئه الى أن يرجع من صلاة الجمعة. فانصرف الغلام. فقالت زوجة الكفيف: والله ما اشتهيت إلا الأكل منه. وكانت حاملاً. فقال الكفيف: أنت طالب إن تغدينا إلا منه.