للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جمل من أخباره]

ذكر أبو عمرو المقرئ عن ابن المنتاب القاضي، قال: كنت عند إسماعيل يوما، فسئل: لم جاز التبديل على أهل التوراة ولم يجز على أهل القرآن؟

فقال: قال الله تعالى في أهل التوراة: "بما استحفظوا من كتاب الله" (٣٢٢) فوكل الحفظ إليهم.

وقال في القرآن: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (٣٢٣) فلم يجز التبديل عليهم.

فذكر ذلك للمحاملي، فقال: ما سمعت كلاما أحسن من هذا.

قال القاضي : وقع لي أيضا هذا الكلام مرويا من طريق* الأندلسيين، أن نصرانيا سأل محمد بن وضاح عن هذه المسألة، فأجابه بمثل هذا الجواب.

وذكر أبو محمد الفرغانى في صلته، أنه اجتمع غلام خليل القاص مع إسماعيل القاضي، في وليمة - أرى لبعض الرؤساء - وكان غلام خليل يشتم القضاة ويشهد عليهم أنهم من أهل النار.

فلما خرجا قال له إسماعيل: أنت تعيب القضاة وتشهد عليهم أنهم من أهل النار وأصحاب السلطان، فما تصنع ها هنا؟ قد حضرت وحضرتك، ويشمون يدك ويشمون يدى أو نحو هذا (٣٢٤)

ومن كتاب الخطيب، قال أبو العباس المبرد: توفيت والدة القاضي إسماعيل، فركبت إليه أعزيه وأتوجع له، فألفيت عنده الجلة من بني هاشم، والفقهاء، والعدول، وميسوري بغداد، ورأيت من ولهه ما أبداه، ولم يقدر على ستره، وكلا يعزيه، وقد كاد لا يسلو.


(٣٢٢) الآية ٤٤ من سورة المائدة.
(٣٢٣) الآية ٩ من سورة الحجر.
(٣٢٤) هكذا وردت هذه العبارة في جميع النسخ الخطية التي بين أيدينا.