للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقول: اني لأشتهي الشيء من الطعام، فعند أكله لا أجد لذة، وما هذا الا لأحد أمرين: اما للحديث الذى جاء: "ترفع حلاوة الدنيا وزينتها" أو من كسب الناس اليوم والتباسه، ولقد فكرت في قول آدم : "تغير كل ذى طعم ولون" فكيف بزماننا هذا.

فقال له بعض الحاضرين، قال أحمد بن نصر: انما منزلة افريقية كالميتة، يأكل منها المضطر حاجته، يشير إلى أن أرضها لم تخمس، وكان سريع الدمعة. ومن تأليفه كتابه (٥٠٤) في المعجزات.

وكان يقول: لو سبقني أحد لدفن كتبه، لأمرتهم أن يدفنوني مع المعجزات، حتى ألقى بها رسول الله .

وكان يقول: ربما انتبهت من النوم فأرى نورا من السماء ينزل على كتاب المعجزات.

وكتب بخط يده من كتب الفقه والحديث وغيرها كثيرا، ووصل إلى سوسة ليحيى بن عمر، فوجده ألف كتابا، فلم يجد ما يشترى به ورقا يكتبه فيه، فباع قميصه في ذلك.

وقصد قبره (٥٠٥)، فوجد رجله قد ظهر منه، وفيه أثر الشراك، لم يتغير، بعد احدى عشرة سنة، وتوفى سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة.

* * *

[محمد بن سليمان القطان]

معدود (٥٠٦) في فقهاء القيروان، ولم يكن من رؤوسهم ولا مقدما (٥٠٧) فيهم، وله سماع كثير من أصحاب سحنون، وكان ثقة من العدول.


(٥٠٤) عند طا: كتاب.
(٥٠٥) عند طا: وقعد مرة.
(٥٠٦) في بعض النسخ: معدودا.
(٥٠٧) في بعض النسخ: مقدم.