للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حارث: ذكر بعض أهل العلم أن ابن حضرم تذاكر مع قوم - وقال غيره أنه ابن وهب العراقي -: ما معنى قول مالك في الرجل يقول لامرأته: قومى أو أقعدى ونحوه، يريد أنها طالق.

فأنكر بعضهم هذا من قوله.

فقال ابن حضرم: إن ظاهر القول متصل بباطن النية، ألا ترى أن الله قد أمر خلقه أن يقولوا لا إله إلا الله، فلو قالها قائل ونوى بها المسيح كان كافرا باتفاق، أفلا ترون كيف حكمت النية الباطنة على القول الظاهر، فما أنكرتم أن يكون هذا مثله؟

وتوفى في حياة سحنون، وقريبا من وفاته.

أحمد بن يلول (٢٩٢)

قال الصدفى: هو تنوخي، وكناه بأبي بكر.

وقال أحمد بن أحمد: هو من أهل توزر من بلاد قصطيلية.

سمع من سحنون، ورحل في طلب الحديث، وكان مطاعا ببلده، كثير الأتباع، مذكورا بالخير، ثقة، مأمونا، قديم الموت.

سمع منه بكر بن حماد، وابنه سحنون بن أحمد، وناس كثير من أهل القيروان وغيرهم، ومن أهل الأندلس الأعناقى (٢٩٣).

قال ابن أبي دليم: كان من أهل الفقه، وجها في هذه الطائفة، سئل عنه ابن عبدوس فقال فيه: ثقة، سمع منه.


(٢٩٢) هكذا ورد هذا الاسم في النسخ الخطية بين أيدينا، وقد ترجم له صاحب الديباج ترجمة قصيرة تحت عنوان "أحمد بن ملول" انظر الديباج ص ٣٦.
(٢٩٣) وردت هذه العبارة وهي قوله: "ومن أهل الأندلس الأعناقي" في النسخ الخطية التي بين أيدينا على أنها عنوان لفصل جديد، وذلك خطأ من النساخ فيما يظهر، لأن الكلام الذي يأتي بعد هذه العبارة، إنما هو تتمة لترجمة "أحمد بن يلول، أو ملول"، ثم أن أصحاب التراجم الثمانية التالية ليسوا من أهل الأندلس، وإنما هم من أهل أفريقية كسابقيهم - والترجمة القصيرة التي عقدها صاحب الديباج لأحمد بن يلول أو ملول تؤكد ما ذهبنا إليه.