وقد ظهرت بركة هذا الكتاب على طلبة الفقه. وتيمنوا بدرسه وحفظه. وعليه معول أكثرهم بالمغرب والأندلس، على أن أبا محمد عبد الحق ألّف عليه جزءاً، فيما وهم فيه على المدونة. وأنا أقول: إن البرادعي ما أدخل ما أخذ عليه فيه، إلا كما نقله أبو محمد ابن أبي زيد، ومن تآليفه أيضاً كتاب تمهيد مسائل المدونة على صفة اختصار أبي محمد وزياداته. ولأجل ذلك قصده بعض الطلبة ليسمعه منه. فلما أتم الصدر، أغلق كتابه وقال: قد سمعت الباقي على أبي محمد. وهل زدت فيه غير هذا الصدر، وكتاب الشرح والتّمامات، وكتاب اختصار الواضحة. ولم تحل له رئاسة بالقيروان، وكان مبغضاً عند أصحابه، بصحبة سلاطينها الذين تبرأوا منهم. فكان مرفوض القول لديهم، ثقيل المكان عليهم. ويقال إن فقهاء القيروان أفتوا برفض كتبه، وترك قراءتها لتهمته لديهم، وسهل بعضهم في اختصاره المدونة وحده، لشهرة مسائله. ويقال إن الذي مكّن تغيرهم عليه، أنه