الورع في المال، وكتاب الرياء، وكتاب الحكم والعمل بالجوارح وغير ذلك.
[ذكر ما تحومل به عليه]
قال بعضهم: كان الفقهاء يحسدون عبد الملك بن حبيب لتقدمه عليهم بعلوم لم يكونوا يعلمونها، ولا يشرعون فيه. قال أحمد بن خالد: لم يخرج ابن وضاح لابن حبيب شيئاً. وكان لا يرضى عنه. قال أبو محمد القلعي: سألت وهب بن مسرة، عن قول ابن وضاح في ابن حبيب. فقال: ما قال فيه خيراً، ولا شراً. إلا أنه قال: لم يسمع من أسد. وحكى الباجي وابن حزم أن أبا عمر بن عبد البر، كان يكذبه. وقد ذكرنا في أخبار ابن وهب، بعد هذا قصته التي تحومل عليها به منها. وليس فيها ما تقوم به دلالة على تكذيبه، وترجيح نقل غيره عن نقله. وكان أحمد بن خالد يسيء الرأي فيه. قال ابن الفرضي: لم يكن لابن حبيب علم بالحديث. وكان لا يعرف صحيحه من سقيمه. وذكر عنه أنه كان يتساهل في سماعه، ويحل على طريق الإجازة أكثر روايته. قال ابن وضاح: قال لي الخزامي: أتاني صاحبكم ابن حبيب بغرارة مملوءة كتباً. فقال لي: هذا علمك تجيزه لي. فقلت له: نعم، ما قرأ علي منه حرفاً ولا قرأته عليه. وفي رواية أخرى: فوالله ما ترون فإنه، وإنه. يثني عليه.