بصري نزل الفيوم. قال الحارث بن مسكين: كان من أصحاب مالك. وكان قد تقدم. قال ابن شعبان أسند عن مالك حديث: لا تسبوا الدهر. روى عنه الحارث بن مسكين، وقال الحارث: قدم مصر قاض عمري كأنه شعلة نار. وكان يجلس للناس من صلاة الغداة إلى الليل. وكان حسن الطريقة مستقيم الأمر، وكان ابن وهب وأشهب وجميع أهل العلم يحضرون مجلسه. فقال: أعينوني ودلوني على قوم من أهل البلد استعين بهم، فمن يرضى؟ قال سعيد: فكتب إليَّ أن أخلفه بالفيوم، وأعينه. وكتب إلي أصحابي يسألونني ذلك ويخبرونني بصحة واستقامة أمره، فأشكل علي الأمر ولم أدر ما اصنع. فسمعت قائلاً لا أراه ويقول: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار.. الآية. فقلت لقد بيّن الله لي ووعظت، وعزمت على أن لا أدخل في شيء، وكتبت إلى أصحابنا أن كفيتموني وإلا انتقلت فكتب إلى بعضهم يعتذر.