للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسه، فكتبها الناس واستحسنوها، فادعاها رجل نحوى، فبلغ الخبر ابن غافق، فقال: إنما ظننت أنكم تعملون بما فيها، فلما نسبت لغير أهل العلم - والله أعلم - لم يسعنى السكوت، أنا وضعتها.

وقرأها على يحيى بن عمر فاستحسنها، وقال له: أنا أرويها عنك.

وكان حمديس وموسى القطان يعجبان بها.

وذكر أنه ناظر ابن الكوفى يوما، فلما ضيق ابن غافق عليه بالحجة، قال له ابن الكوفى: إن مسورتك كبيرة - يعنى رأسك - وكان طويل الرأس، فقال ابن غافق: ذلك أكثر لحشوها.

وتوفى بتونس سنة خمس، ويقال سنة سبع، وسبعين ومائتين، وسنه ثلاث وسبعون.

مولده سنة أربع ومائتين.

[محمد بن بشار الزريني]

فقيه ثقة، أخذ عن سحنون.

قال بعضهم: مررت به مرة، فرأيت فيه انكسارا، فسألته، فقال: ما لي لا أغتم، وكانت لي خادم تمنعني من الفرن والماء، أصبت بها.

فأعلمت سحنونا بذلك.

فبعث في خمسة رجال من أهل الساحل، وبعث إلى جامع العطار، فأخذ منه خمسين دينارا، فدفعها عشرة عشرة للخمسة رجال، وقال لهم: فرقوها على ثقات في زيت.

ففعلوا، وكان ذلك قريبا من جمع الزيتون.

فلما تم، كتبوا إليه باجتماع الزيت، فأمرهم ببيعه، فباعوه بمائة دينار، فرد منها إلى العطار خمسين دينار، وبعث بالخمسين إلى الزريني، فأخذها ودعا له، وقال له: تفتقدنا في دنيانا وأخرانا.