ولما كانت الحادثة في نكبة بني ذكوان، رؤساء قرطبة. وكان أبو القاسم هذا صديقاً لهم، أعظم ما جرى عليهم كما قدمناه عن ابن المكوى. فلحقه من الأمر جزع عظيم، اختلط من أجله، فاحتجب ستة أيام. وذلك سنة إحدى وأربعماية. وأبوه عم حي بعد، مكفوف البصر، فصلى عليه ثم مات بعده بيسير، في السنة نفسها. وظهرت في موت عمر هذا آية وكرامة، وذلك أنه عهد الى ابنه أن يدرجه في كفنه، دون قطن، فخالفه وألقى القطن. فلما سوي فوق أكفانه على المشجب للبخور طارت شرارة، أحرقت القطن فأخبر حينئذ ابن ابنه بالأمر. فكفن دون قطن. كما عهد رحمهم الله. وأخوه ابراهيم بن محمد عم أبي القاسم، شيخ أديب له حظ من العلم. يكنى بأبي إسحاق، رحمه الله.